هل لاحظت انجذاب شعرك نحو المشط عند تمشيطه في يوم جاف؟ لعلك لاحظت أيضاً التصاق الجوارب أحياناً بعضها ببعض عند إخراجها من مجففة الملابس. ولعلك لاحظت كذلك انجذاب قصاصات الورق إلى المسطرة البلاستيكية الموضحة في التجربة الاستهلالية. من المؤكد وجود قوة ناتجة كبيرة نسبياً سببت تسارع القصاصات إلى أعلى بمقدار أكبر من تسارعها إلى أسفل الناتج عن قوة الجاذبية الأرضية.
وهناك اختلافات أخرى بين القوة الناتجة وقوة الجاذبية الأرضية؛ فقصاصات الورق لا تنجذب إلى المسطرة إلا بعد ذلك المسطرة، كما أن المسطرة تفقد خاصية الجذب هذه بعد فترة قصيرة. أما القوة الجاذبية الأرضية فلا تحتاج إلى دلك حتى تتولد، كما أنها لا تفقد خاصية الجذب. لقد لاحظ قدماء الإغريق آثاراً مماثلة للمسطرة المدلوكة عندما دلكوا علنبر (الكهرمان). (وترجمة كلمة عنبر إلى اللغة اليونانية هي “إلكترون”)، وتسمى خاصية الجذب هذه الآن الكهرباء. وتسمى الأجسام التي تبدي تفاعلاً كهربائياً بعد الذلك الأجسام المشحونة.
الشحنات المتماثلة: يمكنك استكشاف التفاعلات الكهربائية باستخدام أجسام بيسطة، مثل شري لاصق. اطو 5 سنتيمتر تقريباً من الشريط حتى يتخذ ذلك الجزء مقبضاً، ثم ثبت الجزء المتبقي من الشريط 8 – 12 سنتيمتر على سطح جاف وأملس كسطح الطاولة. بالطريقة نفسها، ثبت شريطاً آخر مماثلاً للشريط الأول بالقرب منه، ثم اسحب الشريطين بسرعة عن سطح الطاولة، وقرب أحدهما إلى الآخر. ستلاحظ أن هناك خاصية جديدة تجعلهما يتنافران؛ فلقد أصبحا مشحونين كهربائيا. ولأنهما أعدا بالطريقة نفسها، فيجب أن يكون لهما النوع نفسه من الشحنات. وهكذا تتوصل إلى أن الجسمين اللذين لهما النوع نفسه من الشحنة يتنافران.
الشكل التالي يولد دلك مسطرة بلاستيكية بقطعة صوف قوة تجاذب بين المسطرة وقصاصات الورق. وعند تقريب المسطرة أكثر إلى قصاصات الورق تعمل قوة الجذب الكهربائية على تسارع هذه القصاصات رأسياً إلى أعلى في اتجاه معاكس لتسارع قوة الجاذبية الأرضية.
يمكن معرفة المزيد عن هذه الشحنة بإجراء تجارب بسيطة. فلعلك لاحظت أن الشريط ينجذب إلى يدك، هل ينجذب كلا الجانبين أم أحدهما فقط؟ وإذا انتظرت فترة من الزمن، وخصوصاً في الطقس الرطب، فستلاحظ اختفاء الشحنة الكهربائية. ويمكنك إعادة شحن الشريط مرة أخرى بإلصاقه بسطح الطاولة وسحبه عنها. كما يمكنك إزالة الشحنة عن الشريط بدلك جانبيه بأصابعك بلطف.